السعى للكمال 1

عزيزي/عزيزتي الساعيين وراء الكمال.....إنك تسعى لافضل نتيجه ممكنه، وفي نفس الوقت ترضى وتحتفل باللي بتحققه.. دي حاجة، وإنك تبهدل نفسك وتجلد ذاتك عشان مابتوصلش للكمال الperfect zero mistakes.. ده شيء مرهق جداً و واحد من اكبر المشاعر اللي بتبلع صاحبها في دوامه من الارهاق و سواد السواد. و قبل ما نبدأ يا ريت بس نعرف ان الناس دي بتبقي عارفه كويس قوي ان الكمال لله واحده و لكن هما اصلاً مش بيشوفوا ان تصرفاتهم فيها مبالغه و سعي وراء الكمال ... هما بيشوفوها انهم عايزين الحاجه تطلع في افضل صورة و لا بيخلوا بمجهود. طيب فاكرين مقالة (المقارنة)؟ الباحثين أكدوا على إننا في السنين الأخيرة بقينا قاسيين جدًا على نفسنا بسبب انستاجرام وتيك توك ولينكد إن والذي منه، واللي بيوصلوا رسالة واحدة وهي إنك مش كفاية.. مش بتتعب كفاية، مش بتتبسط ولا بتتحب ولا بتحقق إنجازات كفاية. وللأسف الستات بتعاني من السعي وراء الكمال أكتر من الرجالة، لأن أي شريحة في المجتمع بتتعامل كأقلية بيكون مطلوب منها تبذل ضعف المجهود "على أساس هتتشاف وتتقدّر". طيب بما إن ده العالم اللي احنا عايشين فيه، كده ماقدمناش غير حل واحد: نخلي صحتنا النفسية أولوية، وفي نفس الوقت نسعى لأهدافنا بدون تخاذل، وهتكلم أكتر عن الحلول في الجزء التاني من المقالة، لكن دلوقتي هنفهم الأسباب والدوافع. زي ما اتعودنا في المقالات اللي فاتت، خدعوك فقالوا: -السعي للكمال بيظهر في صورة ترتيب الأوراق والمهام اليومية فقط: ده شكل من الأشكال، لكن الموضوع أعمق من كده بكتير، مثلًا لو أنت شخص مابيشوفش نجاحاته وبيقلل منها تبقى perfectionist، ولو أنت شخص بيسعى لإرضاء الناس، ولو مابتعرفش تفصل عن الشغل، إلخ. -الساعين إلى الكمال "بينجزوا": بالعكس.. لأن الموضوع ده بيعطلك وبيتقّل رجلك بسبب خوفك من الغلطات وده معروف بـ "مفارقة الكمال". المتفوقين بيشوفوا غلطاتهم دروس، لكن الساعين للكمال بيشوفوها كوارث وبيحكموا على نفسهم بالفشل. -قيمتك في مثاليتك: عارفين لما اتنين ينزلوا يتعرفوا على بعض ويتدعوا المثالية؟ ده سببه خوف كل طرف من إنه مايعجبش التاني. الغريب بقى إن الساعي وراء الكمال ده بيشوف غلطات الناس التانية طبيعية لكن غلطاته هو مش طبيعية لأنه "مش كفاية". هتسألوا نفسكم وتسألوني: أنا ليه كده يا دكتور؟ غالبًا بيكون بسبب رسايل وصلتلكم في طفولتكم من الأهل. زي إنك لما تنجح هجبلك هدية (حب وتقدير مشروط) أو لما تنقص في الامتحان هتتعاقب.. بالتالي بتكبر وأنت بتحاول تتجنب الأخطاء بكل الطرق عشان تعيش في سلام، يعني أهلك بيؤذوك وأنت صغير، فأنت بتؤذي نفسك وأنت كبير. قولولي بقى أنتوا مين فيهم؟ المثالي ولا الراضي؟ (استنوا الجزء التاني من المقالة)